news
أول صالون ثقافي لوحدة مناهضة العنف و دعم المرأة بعنوان " المرأة في الأدب العربي والعالمي " بألسن عين شمس

أول صالون ثقافي لوحدة مناهضة العنف و دعم المرأة بعنوان " المرأة في الأدب العربي والعالمي " بألسن عين شمس
-----------------------------
تغطية إعلامية: محمد نادر - سندس أبوستيت

نظم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن جامعة عين شمس بالتعاون مع وحدة مناهضة العنف و دعم المرأة بالجامعة، أول صالون ثقافي بعنوان "المرأة في الأدب العربي والعالمي"، تحت رعاية أ.د.محمود المتيني، رئيس الجامعة، أ.د.غادة فاروق، القائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أ.د.سلوى رشاد، عميد الكلية، وإشراف أ.د.يمنى صفوت وكيل الكلية لشئون القطاع، أ.د.هند الهلالي، مدير وحد مناهضة العنف و دعم المرأة بالجامعة.

خلال كلمتها الافتتاحية أكدت أ.د.يمنى صفوت، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن القطاع حريص على مواكبة الأحداث الجارية على الساحة ، و منها قضية ردع العنف ضد المرأة لضمان أمان المرأة داخل أسوار الجامعة وخارجها، مشيرة إلى أن جامعه عين شمس رائدة بوجود الوحدة منذ ٢٠١٦، وتستهدف تحقيق الأمان للطالبات و العاملين، لافته إلى أهمية تسليط الضوء على صورة المرأة في الأدب العربي والعالمى، مؤكدة أن الأدب ملئ بالنماذج الإيجابية التى تدل على أن العالم العربي منذ زمن طويل كان يستشعر أهمية دور المرأة الإيجابي في بناء مجتمع مستقر ومتزن قادر على دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات.

وأوضحت أ.د.هند الهلالى، مدير الوحدة خلال الندوة التعريفية ماهية الوحدة وأهدافها وأنشطتها وآليات واستراتيجات العمل بها، ومواجهتها لحالات التحرش والعنف والتنمر، بالإضافة للخدمات التى تقدمها الوحدة. وأشارت أ.د.هند الهلالى، إلى دور الجامعة في اتخاذ كافه الإجراءات وكيفية التعامل مع الحالات التى تعرضت للعنف أو التنمر أو التحرش من الجانب النفسي والاجتماعى، وكيفية تحويل تلك الحالات للوحدة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من خلال اللجنة القانونية ولجنة الدعم النفسي وكذلك لجنه التدريب وتنمية القدرات واللجنة الاجتماعية و ريادة الأعمال.

وخلال فعاليات اليوم الثقافي أكدت أ.د. هدى عطية، رئيس شعبة النقد في إتحاد كتاب مصر، في النصوص القرآنية إن آدم مخلوق للنزول الى الأرض سواء اكل من الشجرة أم لا، ويجب على المجتمع أن يعيد نظرته للمرأة بطريقه مختلفة فهى كانت سببًا منطقيًا لنزول آدم الى الأرض و نزولة لم يكن عقابًا.

وتابعت حديثها مشيرة إلى أن المرأة تساهم بقوة في مختلف المجالات، وتجاري ما يقال وانها اصل نظرية التكوين، حيث خلقت حواء من ضلع آدم في بداية الخليقة والقانون المتعارف علية (انا والاخر ) والمعني الأول في الحياة هو الحب أي الارتباط أو الانفصال، حيث أن فكرة الحياة متواجدة من الاساس وجميعنا مرأة للآخر ينظر الى نفسه من خلالها.

مشيرة إلى أن المعني اللغوي للمرأة تعد تجربة عربية وانها ليست وجود جسدي فقط انما رؤية الوجود لذاته ، ان المرأة تعد اول شخص مقدس في الثقافات العربية المختلفة، حيث جسد الأدب العربي المرأة في صورة مميزة متنوعه كالأم و الابنة، والزوجة، وأوضحت وصف المرأة في الغزل العفيف كيف كانت المرأة العربية تفكر، و كأن المرأة والمكان متلازمين بنفس العزة والقداسة.

كما تناولت النظرة الأدبية للمرأة حيث شبه الشعراء و الكتاب العرب القدامى المرأة بالقمر في دلالة على الاستدامة؛ حيث أن كل شكل دائري يعبر عن الاستدامة، كذلك نوهت عن الشعر العفيف عند الشعراء العرب في العصر الجاهلى حيث كان يتميز الشعر بالغزل العفيف، مستشهدة بمثال القيس وليلي، كذلك أوضحت قوة المرأة عند العرب ودورها في الدفاع عن القبيلة من خلال قرار ليلى من عدم زواجها من قيس وزواجها من ورد، وذلك لتأكيد الوحدة داخل القبيلة وضمان الاستقرار داخل القبيلة بقرار قيادي حكيم منها كإمرأة.

بينما تناولت خلال مداخلتها أ.د.ثناء الكيلانى، أستاذ اللغة العربية بألسن عين شمس، العنف المقنع، مشيرة إلى أنه كثيرًا ما يناقش المجتمع الظاهرة دون البحث عن السبب وتعرضت المرأة على مر عصور طويلة الى عنف وعدم الاعتراف بقدراتها. وترجه اصول تلك الاضطرابات المجتمعية إلى أفكار قديمة صدرها كثير من الفلاسفة والغرب منهم سقراط وأفلاطون وتوارثها المحدثون وتناقلتها المجتمعات العربية بعد ترجمتها من اليونانية، موضحة أن تلك الافكار بقايا موروثات قديمة و اقتباسات مقطتعة لنصوص دينية لتتماشى مع وجهات نظر وضعية.

و تناولت أ.د.ثناء الكيلاني الأعمال الدرامية التى تبنت التحريض للعنف ضد المرأة و تهديدها والتعدى عليها لفظًا أو جسديًا، إلى جانب الأمثلة الشعبية التى اضطهدت المرأة في كثير من الحالات.
كما أشارت أ.د.سهير صفوت، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية أن المرأة مقيدة بالتقاليد والعادات داخل المجتمعات، وتناولت رحلة العنف ضد المرأة داخل التراث الشعبي، حيث أن الذكورة ليست امتياز ولا الأنوثة تعد نقص وتعد المرأة مواطن من الدرجة التانية داخل المجتمعات العربية، و أوضحت أ.د.سهير صفوت أن المجتمعات تدور حول الفلك الذكوري في المرتبة الأولى و تأتى المرأة من بعد الرجل بالرعاية سواء بصفه الأم أو الأخت أو الزوجة وأن للأمثال والحكم الشعبية دور في ترسيخ الأفكار المصرية المصدرة الي العقول عن المرأة ومنها بعض المقولات " ولما قالو دة ولد انشد ضهري وانسند ،ولما قالو دى بنية قلت هدو الفرن عليا".

كما ناقشت أ.د.هالة عصمت ، أستاذ اللغة الفرنسية بالكلية في مداخلتها دوافع العنف الذى تلجأ اليه المرأة بالرغم من مخالفته لفطرتها الإنسانية ، من خلال استعراض الأسباب التى أدت ببطلة رواية "الصوت الأخير" للكاتبة الجزائرية مايساء باي الى قتل زوجها، حيث تعود دوافع العنف الى مرحلة الطفولة الغضة والشباب والتى عانت فيهما بطلة الرواية من تسلط الأم لمجرد كونها فتاه ثم تتوالى الأحداث لتقع فريسة لسيطرة الزوج فينتهي بها الحال الى قتله دون إبداء اى ندم على فعلتها المشينة.

اوضحت د.تسنيم أكرم ، المدرس المساعد بقسم اللغة الفرنسية ، دور المرأة الفعال والواضح والمؤثر في التغير من خلال مداخلة عن " المرأة الفرنسية المعاصرة بين الانصاف اللغوى و الظلم النوعي "حيث أدركت كبرى شركات الدعاية و الإعلان قدرة المرأة الاستثنائية على استقطاب المتلقي و إقناعه عقليًا وعاطفيًا. ومن ثم قامت باستغلال خطاب التأثير الرقمي للمرأة من أجل الترويج للمنتجات بكافة أنواعها. وهذا التفضيل للمرأة دون الرجل يؤكد قدرتها الخطابية الخارقة في الإقناع مما يحقق لها الإنصاف اللغوي بجدارة ويؤكد كذلك على إدراك الغير والرجل بشكل خاص لهذه القدرات الخطابية الرائعة في حين تستمر المرأة في إغفالها بل وظلمها لنفسها نوعيا في كل مرة تكتب فيها عن نفسها و عن غيرها.

بينما قام د.محمد يسري، المدرس المساعد بقسم اللغات الأفريقية و منسق وحدة دعم المرأة و مناهضة العنف بالكلية، بتقديم مداخلة ناقش فيها الرؤية النسوية للكاتبة الكينية كلارا موماني من خلال روايتها السواحيلية بعنوان " ناكوروتو". حيث حاولت الكاتبة من خلال الرواية تعزيز دور المرأة في الحفاظ على البيئة ومواردها والحد من التلوث الناجم عن حرق المخلفات أو الإلقاء بها في الانهار والمحيطات، فالنسوية لدى كلارا موماني أخذت رؤية أكثر عمقًا لتشمل البيئة لتطبق رؤية الكاتبة ليندا جيفرد في كتابها أنثوية العلم أن النسوية الجديدة أصبحت فلسفة للمرأة بقدر ما هي فلسفة للبيئة.

وفي الختام تم تنظيم ورشة عمل عن الذكاء العاطفي وكيفية تعامل المرأة في المجتمع وجرى استبيان يوضح مدي العاطفة المكتسبة للمراة أثناء التعامل مع المواقف.